٣٠ أبريل ٢٠٢٥
جاءني سيدنا الخضر
فقال:
يا أحمد، إن في جميع
مخلوقات الله آيات من قدرته، وكل علم عجيب من نور علمه، فليكن أنت وأتباعك شاكرين
لجميع أعمال الله عز وجل التي أوكلت إليك في سفينتك.. إن الله قادر على رفع
الدرجات وخفضها.. ولا تستكبر..
يا أحمد، لا ينبغي
لأتباعك أن يجيبوا ويتكلموا أمامك بلطف، ثم يتكلموا بكلام لا يليق بهم أن يقولوه
كأمة رسول الله، ولا ييأسوا بسهولة، أليس ما تعلمهم وتعلمهم هو خيرهم
ونجاحهم؟ ولا تأخذ أدنى فائدة من العالم
مقابل كل ما قاتلت من أجله في المباني الثلاثة على قاربك ..؟ وقد أراني الله طبيعة كل من في سفينتك، فاصبر.
ويجب عليك أن تكون حازماً وتعليمهم بالحزم والإخلاص.
يا أحمد، الكبر
والاستسلام السريع من صفات الشيطان، والشيطان يحب أن يفرق بين أولاده وأحفاده
والبشر. أمام الله، يكون الشيطان لطيف الوجه، ويحمد الله بخشوع ويطلب المغفرة،
ولكن جوهر كل طلباته هو أن يُمنح القدرة على إدخال جميع أبنائه وأحفاده وأحفاد آدم
معه إلى جهنم. لا تجعل فينا صفات الشيطان.. لأن هاتين الصفتين السيئتين تجعلان
الإنسان مهملاً ومفلساً.
إنه مختلف حقاً عن موقف
جدكم الجليل محمد حامل النعمة والنور، الذي يكره الشيطان أحفاده الذين يطيعون الله
ويخافونه لأنهم يجعلون خطواته صعبة، فهل يفهم أتباعكم أن الشيطان وقف وأقسم على
تدمير سفينتكم؟ لأن كتابك تسبب في صبر بعض النساء وطاعتهن لله ولأزواجهن؟ وبعض إن
الرجال حريصون على حماية أنفسهم من المعصية والخطيئة، وبعض أتباعك يفهمون أحكام
الشريعة ويطبقونها.. ولذلك أعطى الشيطان أوامره لأقوى أبنائه، لإقناع القادة في
سفينتك بالاستسلام بسهولة والاستسلام. فليدركوا..
يا أحمد، إن النار التي
تحرق الكافرين لله، وإن الله ليضحكهم قليلاً لأنهم قادرون على إخمادها، فأعد نفسك
ورجالك.. وإنهم سينصرون نفساً واحداً قبل أن لا يتنفسوا على أرضهم حتى يأخذهم
الموت، وشهر الحج شهر النصر إذا قاتلوا بحق.. لن يأتي عون الله حتى يستنفد عرق
عبده وطاقته في فعل الصالحات، وحفظ نفسه من الأخلاق القبيحة، وحفظ نفسه من
المنكرات.
يا أحمد اجلس وانتبه.
والذي سأعلمك إياه.. وليصبر أتباعك، إن دراسة الأعمال ومعرفة الأرض والشجر ليست من
العلوم التي يقوم بها أكثر الناس في زمانك.. وذلك لأن الله يريد أن يظهر قدرته على
علمه، أليس حبة تراب من جبل قاف قادرة على شفاء ثلاثين مريضاً؟ والماء الذي يخرج من أرض تابعك أخضر اللون
يختلف عن الآبار التي حوله؟ إن هذه المياه
يمكن استخدامها للنباتات، وكل ذلك سيكون دليلاً على قدرة الله.. وهي ليست مثل مياه
الآبار الأخرى التي تخلط لتسميد النباتات. لا ينبغي لهم أن يتجادلوا في اللون، ولا
ينبغي لهم أن يمدحوا البئر. بل ينبغي لهم أن يشكروا ويحمدوا الله الذي خلقها. وعلى
صاحب البئر أن يحافظ عليها باللطف والعمل الجاد ليخرج بمائها الذي رزقه الله أحسن
عمل، وإلا جففها الله مرة أخرى. ومن السهل على الله أن ينقله إلى مكان آخر.
يا أحمد أكمل مهمتك..
ثم هيئ نفسك، فإن بعض الأكابر سيطلبونك عن طريق بعض أتباعك، قل!! أنا أحمد فهمي بن
شمس المخفي، لا أنفذ إلا الأوامر وأبلغ الأخبار عني (النبي الخضر عليه السلام)،
والله يريدك أن تكون كنزاً يفتخر به، لا شهرة وسمعةً في عالم الواقع المسكر. المخفيتبقىمخفي.
واجعل جميع أعمالك مبينة لقدرة الله على كل شيء.
أحمد المخفي