حقيقة "لا خوف عليهم والله يحزنون" والمخلوقات الدقيقة في أعماق الأرض

   
حقيقة "لا خوف عليهم والله يحزنون" والمخلوقات الدقيقة في أعماق الأرض

حقيقة "لا خوف عليهم والله يحزنون" والمخلوقات الدقيقة في أعماق الأرض

حقيقة "لا خوف عليهم والله يحزنون" والمخلوقات الدقيقة في أعماق الأرض

 


٢ سبتمبر ٢٠٢٥

حقيقة "لا خوف عليهم والله يحزنون" والمخلوقات الدقيقة في أعماق الأرض


دخل عليّ النبي الخضر (عليه السلام) وأنا في غمرة انشغالي بأمور الدنيا (مكتب). ثم ابتسم وهو يُسلّم عليّ، وقال:

يا أحمد، العبد المؤمن الخائف من الله، فإنه يكون بارعاً في إخفاء همومه ومصائبه التي تصيبه، لأنه يعلم أن كارهيه يضحكون منه، وأن محبيه يحزنون عليه أيضاً.. إن من استطاع أن يخفي همومه ومصائبه وكل آلامه ومعاناته، ثم يرفع يديه بالدعاء، فالله هو الذي سيحل جميع مشاكله، وهو الذي سيزيل آلامه وحزنه، لأن الله يحكم على نفسه بأنه من الصابرين الواثقين بعون الله.

يا أحمد، لن يجد الإنسان السلام إذا سعى دائمًا للسلام دون أن يفعل ما يريده الله ويفرضه في هذه الدنيا، في الواقع، لا يخلق الله السلام والسعادة الأبدية إلا في جنته، ولا يخلق الله السلام والسعادة في هذه الدنيا بدون اختبارات وعقوبات، والناس الذين يسيرون في هذه الدنيا هم كمسافرين يسيرون في حقل واسع متعرج ومتموج، ليس الطريق الذي يسلكه هو الذي يجب أن يبنيه ليكون مستقيمًا، ولكن القلب والعقل يجب أن يكونا مستقيمين على أمره وهديه (القرآن) حتى يتمكن من السير في الطريق المتعرج والمتموج بسلام القلب والروح مع نور الله في قلبه وخطواته . هذه هو جوهر الدرجةلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُوْنَ.

يا أحمد، أنا بليا بَن مَلكَنَ، لَقِيتُ كَثِيرًا مِنَ العلماء والناس الذين أمرني الله بلقائهم لَمْ يَتَعَرَّفْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِأَيِّ لَذَّةٍ أَوْ سَعَادَةٍ فِي الدُّنْيَا خِلَالَ حَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمْ قَدْ نَالُوا مِنَ اللَّهِ كَثِيرًا مِنَ الْعِبْرِ وَالْعِبْرَاتِ. لَا يَزَالُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْفَصِلُوا عَنِ أَمْرِ اللَّهِ لِيَسْتَمِعُوا إِلَى شَكَوَى الأُمَّةِ وَيَجْدُوا أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِلْحُلِّ لِلشَّكْوَى. لَيسَ مِنَ النَّادِي أَنْ يُشْتَمِرَ بِالْسَّكْتِ لِأَنَّ اللَّهَ حَرَمَ عَلَيْهِمْ عَنِ الْكَلاَمِ. أَتَظُنُّ أَنْ طَرِيقَ الْجَنَّةِ يُنْالُ بِالْجَلَوسِ وَالْتَمَتُّعِ بِالْدُنْيَا؟ لا، جَنَّةُ اللَّهِ تُنْالُ بِمَقْدَرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرَضَاهُ، لا بِمَشَابِهَةِ الْغَشْوَةِ وَدُونَ أَنْ يُبْلِيَهُمْ اللَّهُ تَعَبًّا وَابْتِلاءً، حَتَّى يَفْهَمُوا مَحَبَّةَ اللَّهِ لَهُمْ.

يا أحمد، لقد لاحظتُ ما فعله إخوتك وأخواتك بالشجرة التي كادت أن تموت، ثم نفذتَ أمر الله، ثم أعاد الله الشجرة إلى الحياة بإذنه، ثم أمطرت تلك الأرض ثلاثة أيام، دليلاً على صدق أوامر الله لك، ثم يسّر الله جهودك على ثلاث دول وفتح إحدى عشرة في واحدة. أليس من المخيف أن ترفض الحق؟ وليطمئنوا. أن ما تفعله ليس بدافع شهوتك.

يا أحمد، هل تعلم أن الله قد أكرمك أنت وزوجاتك بما بلغنه من الإخلاص والخضوع لما قدر الله لهن؟ هل تعلم أنني أنا بليا بن مالكن أعلم بإذن الله أن الله قد رقق قلوبهن؟ إنهم من عباد الله الذين أصلحوا أنفسهم. ألا تعلم أن الشيطان قد دخل قلبك؟ يجب عليك أن تتجنب الإساءة إليهم حتى يثقل شكك قلوبهم. يجب أن تسارع إلى نقلهم إلى المكان الذي قدر الله. إن الله يريد أن يغفر لك خطأك لأنك تخشى قول الحقيقة. إن ما ستقوله ليس بإرادتك بل بأمره. فاطمئن.

يا أحمد اصبر على وعد من يخلف لك، فإن الله عليم بالغيب، لا يطيب الله للظالمين إلا نفساً واحدة، ثم يخسرون في الدنيا والآخرة. اصبر فإنهم في قلق وخوف.

يا أحمد، لا تؤخر العمل الصالح، ولا تؤخر وقت الصلاة. بادر إلى صلاة المغرب والفجر، فلا فرج لهما إلا في الطريق وما يوافق الشرع مما يُخفف وقت الصلاة المفروضة. ليس الله هو المحتاج إليك، بل أنت المحتاج إليه. لا تفعل، فإن الأمر يثقل عليك فتضطرب وتملأ يومك بالهموم المرهقة، حتى تنام تاركاً الصلاة المفروضة لإرهاق تجبرك عليه، فلا تفعل. أليس ما أنزل الله به عليك مما تريد أن تعرفه؟ ثم بعد أن أطلعك الله عليه لأنه لم يكن كما توقعت، ثقل قلبك على تنفيذه؟ ثم تبتعد عن الأمر بفعل الخير والانشغال بالمجتمع؟ لا يمكن سدّ ثغرة في جدار باتخاذ جدار آخر، هذا مثلٌ لمن رفض أمر الله بعمل صالح لم يُؤمر به، لعلّ الله يرفع عنه ما يُثقل القلب من أمره. فاستسلم واستغفره. سيُطمئن قلبك ويفتح لك نوره في طريق رجوعك. حقًا، لولا جدك الجليل لتركتك في حالٍ سيئةٍ في تحذير الله على فكيك ووجعك. ثم شفى الله وجعك بدعاء جدك الجليل.

يا أحمد، إن الله خلق خلقه على سطح الأرض وفي باطنها، والله هو المتصرف في كل شيء، والله عليم بجميع مخلوقاته على سطح الأرض ومن في باطنها إلى باطنها، فهل يظن البشر أنه لا حياة لمخلوقاته في باطن الأرض؟ إن العيون البشرية لن تتمكن من رؤية مدى ضخامة البناء الذي بناه مجموعة من المخلوقات الصغيرة قبل خلق البشر، أفلا ينتبهون؟ وقل لا إله يتصرف في الكون وكل شيء إلا هو الله عز وجل، الواحد القهار على خلقه. ألم يخبرك الله بالكثير مما لم يعلمه العلماء من قبل؟ امضِ في رحلتك وفقًا لأمره..l

يا أحمد، اكتب ولا تستحي من كتابته. لأنك لست جدك الجليل محمد صلى الله عليه وسلم، دم جدك الجليل الذي يجري فيك لا يضمن لك السلامة من وسوسة الشيطان، ولا يقي من نار جهنم، إلا إذا كنت تتقي الله وتعمل الصالحات وتحفظ نفسك وقلبك من الفطرة المذمومة.


– أحمد فهمي بن عبد الله علوي شمس-

Last update
Add Comment

يترجم

الزائرين