ثلاث من الولايات الإحدى عشر التي ستساعد الأيتام والفقراء في ولاية أرخبيل

 

٢٩ أغسطس ٢٠٢٥

ثلاث من الولايات الإحدى عشر التي ستساعد الأيتام والفقراء في ولاية أرخبيل

سلّم عليّ النبي الخضر (عليه السلام) تحيةً عابسةً، كأنه سيغضب عليّ، وقال:

يا أحمد، ألا ترى كيف يُنبت الله الأرز على الأرض بلا ماء؟ ثم يُنزل المطر كما تشاء؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على صدق وقوفك معه؟ فلماذا تتردد وتخشى من تنفيذ ما قلته لك، أم لا تظن أن سفينتك تبحر في عرض البحر وتريد الوصول إلى جزيرة السعادة، ولكن بسبب عاصفةٍ عاتيةٍ تُغير مسارها؟ لا تكن أحمقاً بعد أن أعطاك الله نور العلم النافع للأمة.

يا أحمد، قمة جبل عالية لا يصلها الإنسان إلا بالتعب والكفاح، ألا ترى؟ إن بعض الأتباع الذين وعدهم الله هم الآن معك ويناضلون معك؟ هل جاءهم الله أم جاؤوا؟ قل يا أحمد، إنما جاءهم الله محبة لسفينتك، ويريد الله أن يفتح عليك إحدى عشرة دولة من الدول الثلاث التي يجب عليك الاهتمام بها، فاطلب من إخوانك في الدول الثلاث أن يأتوا إليك، ثم علمهم التجارة في بلادهم بعد أن تختبرهم، إن الله يريد أن يجعلهم عونًا للفقراء واليتامى في بلادهم.. فاصبر عليهم.

يا أحمد، من السهل جدًا على الله أن يعاقب من حولك ممن يشكك في أي شيء تكتبه أو تنقله. إذا كان الأمر كذلك، فأنا، باليا بن ملكان، كبني إسرائيل الذين لا يطلبون إلا الدنيا من الأنبياء والرسل، ثم يلعنون رسل الله ويسبونهم، بل ويظلمونهم. فإذا كان أمر الله الذي أبلغه الرسول يثقل قلوبهم وأرواحهم، أفلا يتفكرون؟

يا أحمد، إن طريق جنة الله مليء بالخداع وثقل الشيطان والشهوة، حتى يغلف القلب الشك والكفر والكراهية، وإن طريق جهنم مليء بإشباع شهوة الغضب، وإشباع شهوة الجشع وشهوة اللوامة المغلفة بشعور عدم الرغبة في التوبة، فاصبر على من هم أقرب إليك ومن يدفعك إلى رفض تنفيذ أمر الله عليك.. ألم ينزل الله تحذيرًا لأقرب الناس إليك؟ حتى يعاقب الله فمك على الصمت وعدم قول ما يجب عليك قوله لهم؟ حقًا لا تكن كذلك، إنهم ليسوا مأمورين ولكنك مأمور من الله، حقًا يقال إن المرء أحمق جدًا إذا اختار أن يمسك بحديد محمى وأمامه ملك يعطيه ذهبًا ثمينًا هدية واختبارًا له. يجب أن تفكر. إنكم في شهر المولد النبوي لا تمرون إلا في الثاني عشر، فاجعلوا الثالث والعشرين فاتحة الثالث والحادي عشر، ويجب عليكم ذلك.

يا أحمد، أخبرني من خلقك ويسر أمرك وأتى بك شيوخًا أوفياء حتى يبنى بهم اليوم بنيان؟ الله هو الذي سخر لك التجارة وبنى بنيانها، ولشيعة من شيعتك ممن اصطفاك الله عونًا لك، فانظر إلى مصيرهم ومصير سفينتك.

يا أحمد، أتحب زوجاتك أن تبقى معي على جبل قاف، أم تريد أن تسقط وتداس تحت أقدام من أذلهم وأذل نفسك؟ اكتب هذه الكلمة ولا تكتمها، فإن جنة الله لا تدخلها قاسيات القلوب يرفعن أصواتهن على أزواجهن، ألم يقرأن أخبار السماء؟

يا أحمد إن الله يريد أن تكون معي ثلاثة أيام، ثم انظر إن الله يريد أن يجعلك وبعض أتباعك الذين يأتون إليك خيرة من على سفينتك، إن في الشاب وصاحبيه لا شك فيما تأمرهم به.. لتعلمهم وتهديهم إلى المثل الأعلى.

يا أحمد، لقد علّمتَ الزراعة في الشرق والغرب في جزيرتك، فأعِدْ فتحها في بلادِ أتباعك الخمسة، فهم لا يُدركون كيف يُنبت الله بذورَها لتصيرَ سيقانًا وأوراقًا في وقتٍ قصير.. لا ينعمون بالحصاد إلا سبعين يومًا. هذا سهلٌ على الله.. كُنْ جادًا، واطلب منهم إخراجَ الزكاة الزراعية، وابتعد أنت وهم عن الربا في التجارة.

يا أحمد، تعالَ إلى تلك المزرعة، وأقم معي على ضفافها.. حتى يُنزل الله عليها المطر ويُخصب الحقول التي تعمل فيها.

يا أحمد، لقد بلغتَ الحد الذي جعله الله لبعض أتباعك، حتى يُحمّلك الله مسؤولياتهم، ويُمكّنك من القيام بها جميعًا، حتى يشهدوا حكمة كل أمر في هذا الشهر الكريم، شهر مولد الرسول.

يا أحمد، أسرع إلى الحقل الذي حرثه صديقا أتباعك الشابان، وانهض حتى يغمر المطر الحقل.. لقد حدث ذلك فعلاً بإرادة قلبك وزوجتك الأولى.. أنا، باليا بن ملكان، أُمرتُ من الله أن أكتب اسمك على عصا ذهبية ستبقى خالدة في يدي..

يا أحمد، حقاً في خضم الفوضى في بلدك.. لا يفهمون أنك جوهرة وُلدت في أرض أرخبيل.. مدافعاً عن الأمة والفقراء في قارب آخر الزمان..

-أحمد فهمي بن عبد الله علوي شمس-