٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥
يوم الجمعة
اقترب النبي الخضر مني
ومن جميع أتباعي الحاضرين عند شاطئ البحر، فقال:
يا أحمد، لقد أحل الله
أتباعك الذين حضروا معك هنا أن ينظروا إليَّ ويشعروا ببرودة جبل قاف، ثم قدتُ صلاة
المغرب مع بعض أتباعك. أفتسأل بعد ذلك عن حقيقة ذلك الجبل، بعدما شاهده بعض
أتباعك؟ إن من حضر منهم لم يكن كلهم قادرين على الصلاة معي، وإن ذلك لآيةٌ
بيّنة... ليعلموا واجباتهم نحوك، وهي أن يحفظوك من الظالمين.
يا أحمد، إن المطر
الغزير والريح العاصفة التي هبّت ليلة البارحة كانت علامةً لنسائك، تدل على أن
الله قد سيرك مرة أخرى إلى طريق عين الحياة. وقد شهدتَ بنفسك أن لا عيب فيك كما
يزعم بعض الناس. فلو كنت مخطئًا، لما رأيت عين الحياة، ولما كُتب لك الرجوع إلى
الدنيا.
يا أحمد، بئس من ظلمك،
وقد كان لا اسم له، ثم أصبح مكرمًا مستفيدًا من تعاليمك. وإن صبرك عليه لا يزيده
إلا ألمًا في نفسه. فلا تحزن، فإنه إنما يحفر قبر هلاكه بلسانه الخبيث. أليس هو
يخاف فقدان الدنيا ولا يدرك شيئًا مما أنت فيه؟ فبئست أقواله وافتراءاته عليك، ولن
يتركه الله في راحة.
يا أحمد، أفي شكٍ بعد
كل ما أراه الله للذين حولك؟ وما مررت به أنت وهم؟ إنما نظروا إلى نقطة سوداء على
حريرٍ أبيض طاهر، وتناسوا الطهر والجمال الأوسع في ذلك الحرير. وكذلك حال من لا
يرى في الناس إلا العيب وينسى آلاف الفضائل. إنما ذلك وصف المنافقين والحاسدين.
أتدري ما مآلهم؟ لا ينالون من الدنيا إلا الذل والقيود.
يا أحمد، لا إثم عليك
فيما فعلت. فقل لهم: من يستطيع رد أمر الله ورسوله؟ فإني أنا بلْيا بن مَلْكان،
أشهد بينك وبين من يتهمك بالكذب على الله ورسوله... وقل للذين غضبوا منك: "لن
أرد على غضبكم، إني أخاف سخط الله وألجأ إليه." فإن الله سيفتح أعينهم
لاحقًا، حتى يخجلوا خجلًا شديدًا.
يا أحمد، لا تغيير فيما
قمت به إلا قليلاً، حتى أن "الماء المختلط" (أي السماد السائل لنخيل
الزيت، والمطاط، والأرز) يخصب كل الأشجار التي سُقيت به، فينال بعض من في سفينتك
بركةً ظاهرة. وقد كتب الله ذلك بناءً على ما قمت به. فعلى أتباعك أن يجتهدوا في
صناعته، وأن يطيعوك فيما تُعلِّمه.
يا أحمد، أدّ ما عليك
في تجارتك، وأدّ ما عليك تجاه الأيتام، والمساكين، والمظلومين، أي أولئك الذين تحت
رعايتك... وامنحهم السكينة بدعائك ولمستك الحانية، حتى ينزل الله البركة على عملك.
وذلك هو أولى ما ينبغي
أن تفعله.
أحمد فهمي
بن عبد الله علوي الشَمس