٩ يناير ٢٠٢٥
جاءني النبي الخضر (عليه السلام) .. فقال :
"يا أحمد، ألم يسمع من في المشرق والمغرب إنذارك، فقالوا: هذه مجرد مصيبة عادية، لا علاقة لها بما قلت.. فجاء الله من بعدك نارا وريحا باردة. ألا يكفي تحذير الله للبلدين المقدسين في المشرق.. والصدمات.. إن الله على كل شيء قدير.. إن الله غاضب على الأصنام التي يصنعونها الأرض المقدسة له، وأعمال السدوم في الأرض.. هل سيسمعون هدير السماء وتحت أقدامهم... هل سيلجأون إلى ما صنعوا من أموال وبهاء.. أم سيلجأون إلى الله؟ إنهم حقًا يتكلمون بسم الله بطلاقة ويقرأون القرآن، ولكن ما يقرؤونه ويقولونه لا ينفع.. والله أعلم بقلوب عباده.. فلن يفكروا فيما سيفعله الله بهم من المبنى هم..
يا أحمد، استمر في تنفيذ ما قررته عليك، واصبر على نفسك.. خذ ما تيسر لك من الترحيب بإخوانك.. إن الله عز وجل يحب عباده المتحابين.. افعل. فلا تثقل نفسك بكتابة ما قلته.. فليس مسؤوليتك في الدنيا والآخرة إهمال الناس من حولك.. فهل سيتذكرون ويذكرون اسم الله ويسألون الله العون والخلاص؟ عندما يكون مريضا فقط؟ أو عند وقوع الكارثة..؟ بينما في الصباح لا يزال الناس الذين يزعمون الإيمان بالله ورسول الله نياماً.. حتى أن عدداً قليلاً منهم يجلس في مساجد بلادكم.. في الحقيقة إنهم مجرد كاذبين، إنهم كمن يجلس على حافة حقل سيده، ثم يحلم أن يعمل في زراعة مزرعة سيده حتى نام وحلم بالحصول على محصول وفير.. فلما استيقظ من نومه وهو في حالة جوع وعطش، طلب الأجر من ربه. صاحب المزرعة.. هكذا يفعل الناس الذين يدعون الإيمان بالله وهو مُتهاونين في صلاته ومُتهاونين في واجباته كعبد لله.. فيما بعد سيرفعهم الله بوجه متواضع.
يا أحمد، لقد أظهر الله حقاً قدرته على أرض الأنبياء. وتذكيراً للقادة أعلاه، ألا يفهمون أن قلب جدكم الكريم حزين جداً على الحفلة على شاطئ البحر مع المبنى الشاهق. لقد كان مكاناً منعزلاً بجانب البحر، ثم بنوا مبنى مرتفعاً، ونسوا أحكام الله فيه، وأصبح ذلك المبنى الجميل مكاناً آمناً لآل سدوم في زمانكم.. حقاً "سوف ينزل الله يده"علىأرضهم.. من يملك آبارهم؟ حتى بهذا البئر عاشوا بكل فخر..؟ ثم يخفون معصية السدومين في بناياتهم الرائعة وفي بيوتهم.. إن الله يعلم ما يخفى.. والله شديد في تحذيره للزناة النجسين.
هل البناء الشامخ المهيب يساوي سمو الله عز وجل..؟ لا..!! وبصدمة واحدة فقط يجب عليهم أن يستعيذوا بالله عز وجل.. فمن السهل على الله أن يعود حالهم إلى حاله الأصلي..
يا أحمد، تجنب شاطئ البحر في صنع حدث اللقاء، ابحث حقا عن المكان الأسهل لك ولأتباعك، للترفيه عن إخوانك وأخواتك، فهذا أحب إلى الله من أن تجبر نفسك على البحث عن مكان بعيد. بعيدًا وغاليًا.. حقًا يريد الله أن يفرج عن بعض أتباعك من آلامهم، وسوف يعود رسول جدك لينتبه إلى مكان اللقاء، فقد لم يشعروا به إلا قليل من الناس.. بل جدك الكريم سوف يلتقي محمد ببعض أتباعك في أحلامه، ويغادر عطراً يمكن أن يشعر به من حوله.. ويحرك الله قلب شريكه ليصعد إلى قاربك ويصبح مدافعاً حكيماً وكريماً..
يا أحمد، دع زوجاتك يفتحن قلوبهن، ويستقبلن أخواتك في اللقاء بكل سرور، وأظهر لهن السعادة والبركة في هذا العام.. ولتكن زوجتك الأولى جادة في العمل وتتبع القانون في بلدك وفيها. البلد الشقيق.. الذي سيجلب المزيد من محبة الله وبركاته في تجارتهم، فلا تكلف زوجتك وأختها ذلك العمل.. فعلما ذلك العمل الذي أخبرتك به، وليفهما قانون زكاة التجارة.. فإني سمعت أهل الجنة يحبون لجديتهم في تقديم طاعة الشريك.. نصيحة زوجتك حقا تجعل أختك تتعلم احترام الشريك وطاعة شريكه، حقا إن النصح بالخير عمل يحبه الله ورسول الله.. فليكن كذلك مريض. .
يا أحمد، بعد لقائك مع إخوانك وأخواتك، قف على مكان مرتفع، فإن الصخرة في السماء تريد حقًا أن تسمع تسبيحك.. إنها حقًا لا تقترب من الأرض وتقع عليها، بل تمر فقط وتدعو لك. لحظة معك.. وذلك من آيات قدرة الله للأذكياء.. تجاهل من يستهزئ بك ويهينك، ولو جعل الله الشمس والقمر بين يديك.. لن يؤمنوا بالله والرسول. أيها الرسول الكريم محمد.. فاصبر.. تجاهل كل ما يكون في مركبك حملا.. أسرع إلى المكان الذي تعمل فيه أنت وبعض أتباعك بالزراعة والماشية.. فعلموا ما علمتكم، فإن اجتهدوا في ذلك فسوف يجدون عليه نعمة مبينة بجهدهم.. ولا يصلي الله على النعم إلا بالثبات واجتناب الكسل..
يا أحمد قل لمن يسأل عن سمك النون هل حقا سيتوبون من ذنوبهم..؟ بعد أن هزت الأسماك فعلا جنوب المحيط في بلدك..؟ أم يعتقدون أن السمكة مجرد سمكة عادية وليست علامة تحذير شديد من الله على بلدكم..؟ لنفترض أنك شهدت ظهر سمكة ثم وصلت مياه المحيط في بعض أجزاء بلدك إلى الشاطئ..؟ بينما المسافة بينك وبين السمكة بعيدة جداً.."
-أحمد فهمي بن عبد الله علويشمس-