٩ ديسمبر ٢٠٢٤ (الاثنين)
يا أحمد، هذه المرة الثالثة التي أتيتك فيها اليوم، لأنك لم تكتب ما يريد الله أن يبلغه لعباده.
أكتبها...!!!، ولا تطرح جملة واحدة مما تبقى.
يا أحمد، عصيان البشر منذ زمن الأنبياء السابقين إلى الآن، هو كذبمِن لقوم العقول على كل قوة الله التي جاء بها جدك النبي الكريم محمد (القرآن) وجميع الأدلة. قوة الله التي أظهرت للجنس البشري عندما وعظ جدك وحذر.
يا أحمد، عندما سأل الكفار أخي موسى أن يريهم (بني إسرائيل) قدرة الله، فقتلهم الله ثم أحياهم الله، فبقوا على كفر مبين، وآمن بعضهم بالله وآمن بموسى .
وقال الله إنه في يوم القيامة سيكون من السهل جدًا على الله أن يجمع شمل العظام وحتى جسم الإنسان الذي اتحد مع الأرض كلها، ويبعث الإنسان من البداية إلى النهاية في صورة كاملة (وسيروا في ميدان محشر (يوم الحساب) فيقول بعض الذين كفروا أسفنا وقد كانوا فينا من قبل ولكنا غفلنا عنهم) ثم جعل الله بينهما جدار فاصل بين من آمنا واربح مع الكافرين والظالمين.
يا أحمد، الله أعلم بحال أتباعك، الذين لا يزال بعضهم في شك، فسألني الله وإياك أن نزور صاحبك الذي أصيب بمصيبة حتى كسرت ساقه وعدة عظام في جسده، ثم طلب مني الله أن ألمسها،ثم على الفور- على الفور أعاد الله ترتيب جميع العظام المكسورة واللحم والأوتار والجلد المجروح، حتى عاد كل شيء إلى طبيعته في لحظة، وهي علامة على قدرة الله، حيث يريد الله إظهار قوته فوق القارب الخاص بك. إنها في الحقيقة ليست يدي أو صلاتك، ولكن "الله هو" الذي يريد إثبات قدرته.
فهذا دليل على صدق القرآن والأخبار التي نقلتها. هل ما زالوا يستخدمون عقولهم لرؤية عظمة الله؟
إن الله حقًا هو الذي يجعلنا نسافر في وقت قصير، وهذا دليل على قدرة الله على كل إرادته.
يا أحمد، حال أصحاب القلوب السيئة لن يشبه ما حدث لصاحبك، فهم كالكلب يطارد ذيله من الشبع وعدم الرضا. هكذا سيكونون في يوم الحساب.
فيعضون على أصابعهم ويضربون الأرض بأقدامهم وأجسادهم وهم يندمون على ما فعلوه على الأرض، حتى يُلقوا في الجحيم.
عذاب جهنم هو عذاب لا يتصور ولا يوصف.
يا أحمد، قل أنا وأنت لسنا طبيبين، وليكن الحدث المذهل الذي حدث لصديقك هو قدر الله ومشيئته. ليست كل حالات أصدقائك المرضى يمكن علاجها بي وبك، حقًا ما عليهم إلا أن يحسنوا أخذ الحكمة وزيادة تقواهم على كل ما وهبه الله لمركبك.
وهذا يجلب المزيد من الحب من الله.
يا أحمد أيها المتقون حقًا، اتقوا الله دائمًا على كل ما يصيبهم من مصائب، ويحاسبون أنفسهم، ويتمسكون بالإيمان والتقوى الذي لا يتزعزع في قلوبهم، لأنهم يرجون السعادة الأبدية لاحقًا في الجنة وما الدنيا إلا غلاف رقيق جداً يلتصق بقلوبهم.
هذا هو الزهد الحقيقي.
يا أحمد، إن الرسل قلوبهم رقيقة، لكن الله يحد ما يبلغه الله إليهم، وإنهم لا يبلغون إلا النصيحة، وتحزن قلوبهم وتتألم عندما يغفل أحد أتباع الرسل عن نصائحه وأوامره. بينما الرسل يتكلمون ويأمرون ليس بناء على رغباتهم بل من تلقاء أنفسهم.
أخبر متابعيك، لا تتخذ قرارًا دون سؤالك أولاً، فقد أطلعك الله على كل ما يفعله الأشخاص الموجودون على مركبك، ولكن الله يمنعك من تقديم النصائح والإعلان عما سيحدث إذا خرجت عن القواعد والنصائح لك، فهذا اختبار صغير لك، واختبار كبير لقاربك.
ولقد نقلت أنا بلية بن ملكان خمس شجرات رضي الله عنهم بغرسها، وقد بينت طبيعة "الحبوب البن" التي لا تسمم قلوبهم وعقولهم، فليزرعوها وليصبروا.
إن ما أمرني الله أن أعلمكم إياه هو أن الله يحب عباده في أرض أرخبيل.
يريد الله حقًا أن يُخصب أرضهم بأرضهم.
فليصبروا.
-أحمد فهمي بن عبد الله شمس-