٧ سبتمبر ٢٠٢٤
اقتراب وقت الضحى. لقد جاءني النبي الخضر عليه السلام بالسلام والابتسامة التي جعلتني أشعر بخلاف ما يسلم علي بالتبسم عادة.
وقال بصوت ناعم . :
"يا أحمد قموتوضأ قبل أن أقول ما قاله الله عز وجل لي.. حتى أبلغه لك.
.يا أحمد، لقد أزعجني النوم الليلة الماضية قبيل الفجر، وكان أمامي نور ينزل من السماء نحو أرض أرخبيل، وقد طلب الله مني أن أذهب إلى المكان الذي سقط فيه ذلك الضوء البارد..
يا أحمد هل تدري ما النور؟ ذلك النور هو نور المحبة من الله ورسول الله، وهو موجه إلى بيوت أتباعك الذين يذرفون دموع الشوق إلى رسول الله، وهي علامة على أن الله ورسول الله أيضا رحبوا بهم. نور المحبة والغفران.فليكن أتباعك جادين في تحسين أنفسهم، وتحسين علاقتهم بالله، وتحسين علاقتهم مع شركائهم، وتحسين علاقتهم مع أقاربهم وجيرانهم، وتحسين علاقاتهم مع والديهم سواء كانوا أحياء أو متوفين، ولتحافظوا على أواصر الصداقة بين أتباعكم، ولا يتفرقوا.
.يا أحمد، لقد ابتسمت حقا من العاطفة والسعادة وأنا أنظر إلى أصدقائك الثلاثة عشر في مكان واحد، كانوا يخططون لعدة أشياء للحفاظ على الأخوة، ما جعل النبي الكريم يبتسم هو قربهم الذي كان خاليا من الباطل ولا يهتم إلا بالقليل من الدنيا، هذا ماذا حقيقة الصداقة في الإسلام.وما يجعلني أبتسم بكل فخر هو النساء اللاتي يذرفن المزيد من الدموع قبل الفجر ثم ينشغلن بغسل دموعهن بمواصلة صلاة الصبح بخشوع وشوق إلى ربهن وإلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه والسلام، في حين أن معظم الرجال على متن قاربك ما زالوا نائمين وبعضهم ينظر ويستمع إلى ما تكتبه وما تقوله، والبعض يختار إخفاء شوقه ودموعه.
هذا ما يجعلني أبتسم، وخبر واحد منه (الله عز وجل) يجعلني أبتسم وأفتخر، الله عز وجل يغفر في الغالب وينزل نور رحمته على بيوت أتباعك النساء بالعشرة إلى الثلاث. في هذا الصباح،ولتضبط النساء كلامهن عن الغيبة والفحش في حق أزواجهن وأبنائهن، فقد علم الله بها هذا الصباح وأخبرني بها.. بل إن هناك من جعل الله شركاءه شركاء خير من ذي قبل إذا كانوا من عباد الله الدائمين الصبر والحذر من الخبائث، وقد حقق بعضهم نواياه وخططه على الوجه الصحيح معا، وسيفتح الله لهم طريق البركة والمجد إذا صبروا وثبتوا على نيتهم وأعمالهم، وفتحوا البركات في حقولهم.
يا أحمد، من أصحابك الثلاثة عشر الذين يلاحظهم الله في مكان اجتماعهم، بعضهم قادة بعض، فليحسن القادة أخلاقهم، وليحسنوا صبرهم، وليطهروا قلوبهم هؤلاء من الحب الدنيا، الأخلاق الكريمة حقًا التي تحتوي على الصبر والإخلاص والحماس والحب لإخوانهم من البشر هي المفتاح لفتح محبة الله وبركاته.. فليحافظوا على حال قلوبهم وأنفسهم وهم يجلسون ويلعبون في ذلك المكان..
.فقد بارك الله في بعض "أيديهم" الخير، وفي البعض بارك الله في حقولهم وأعمالهم، وفي البعض جعل الله نور الخير على كلماتهم.. فليحفظوا قلوبهم من غواية الشهوة والشيطان، فيزيد نور المجد وجوههم وأنفسهم.
.يا أحمد، ليكن فيهم من يتحلى بحسن الأخلاق والحزم مع الأشخاص الذين يأتون من بلدك، والذين يريدون فتح تجارة في بلدهم، وليقوموا بما عليهم في حماية وطنهم من الناس الموجودين في بلادهم. عالم وليكن قدوة حسنة في الحفاظ على القوانين والأنظمة في بلده، حتى يفهم القادمون إلى وطنه أن هناك قواعد وقوانين يجب عليهم طاعتها والالتزام بها، وهو ما يفضله الله والرسول الكريم محمد ، بالمقارنة مع أولئك الذين يطاردون العالم وينحنون ظهورهم للأغنياء الذين يأتون إلى بلادهم ثم يضحون بكرامتهم ومكانة وطنهم النبيلة، فإنهم في الواقع يجلسون مع الفقراء وينشرون الشعور بالتقدير والاحترام والعطاء المتبادل. المودة لأي شخص هي الشيء الرئيسي وتجلب البركات أكثر من متعة وسعادة الجلوس مع الأغنياء الذين تبدو ملابسهم وكأنها تعد العالم، من هو صاحب الثروة والسعادة؟ هو الله عز وجل، لا من يلبس ملابس الدين طلباً للدنيا، فخير العباد أهل العلم، وخير أهل العلم أخلاقاً وتقوى، وخير الناس عباداً هم المتقون. زرع معظم البذور جوهر الإحسان إلى خلق الله وإدخال السرور على قلوب إخوانه.
يا أحمد أسرع واخرج من بيتك، واذهب إلى حقلك، واذهب إلى إخوانك وأخواتك.. .ونحو المكان الذي سأحدثك عنه في منتصف طريقك، فإن أحدًا من جماعتهم ينتظر قدومك بصدق، وبعضهم تنصحهم نفسك بترك طريق التقرب إلى الله.. وهديهم من يتبع سنة رسول الله الكريم، فإنهم أهل مطيعين ومطيعين لمعلميهم، وهم ١٨ شخصا يجلبون الخير لأنفسهم إذا فهموا، ويقولون لهم، حقا ليس كذلك من السهل المشي معك في خطوات وطريق الملامتية، من شروح وقصص الملامتية المنتشرة في بلادك، فإن الله لم يخلق ذلك الطريق مثل الطريق السابق..إن شرح الملامتية ليس كذلك، فتفسير العلماء في بلدكم لا يخلق إلا جيلا يتكاسل ويتخيل تحقيق منزلة الولاية حتى يعروا بغير الشرع ويمشوا بغير هدى صحيح. والتوحيد.
يا أحمد، لا تجعلهم يفخرون بي وبك، فإن الله يريد أن يجتمعوا في ذلك المكان، وبين أيديهم اختبار من الله، فليصبروا ويتقوا بالتقوى الحقيقية، ما الجواهر الحقيقية هناكفي قلوبهم إذا فهموه وطهروه، وليس في الحلية التي في أيديهم. .فليفهموا معنى الجواهر المخفية حتى تطهر قلوبهم، ويفهموا كيف يحفظون قلوبهم من غواية الشهوة والشيطان.
وهذا ما يفضلون فعله بدلاً من الابتهاج بالإشاعات حول ما يكمن تحت حقولهم...
-أحمد المخفي بن عبد الله علوي شمس-