٢٨ مايو ٢٠٢٥
تسعة أسماء لتسعة أماكن في الأرخبيل والسماء المظلمة
فأتاني (النبي الخضر) في
الصباح فقال:
يا أحمد أمسك عن نومك، واجلس
واكتب ما أقول، ولا تتردد في كتابة الجمل التي تقلقك وتشككك. لقد أصبح واضحًا حقًا
ما سمعتموه أنتم وبعض الناس على الجبل منذ فترة طويلة، وهو أن الوقت سيأتي عندما
يجعل الله جميع نضالاتكم أسهل، ويعدكم بأن يأتي أشخاص صادقون في القتال إلى
جانبكم. وليصبروا أي من جالسكم إلى أن يأتي شهر الحج، وبشرهم بما ييسره الله لهم.
يا أحمد، سيأتيك نذير
الله على موضع من أرضك، بنوا حوله غروراً، وأنزل الله مطراً غزيراً، فظن بعضهم أنه
سينفد، ولكنهم لم يعلموا أن تحت أقدامهم قدرة الله، التي شقت وفجرت ماءً غزيراً،
حتى ملأ ثلث أرضهم الرملية. فعليهم أن يتوبوا ويطهروا بلادهم من الشرك والمعصية.
يا أحمد، إن قطعة من
السماء ستظلم على أرضهم، وصوت قعقعة آية، وإن الله يريد أن يظهر قدرته على بنيانهم
الذي بنوه بالكذب والاستكبار.
يا أحمد، استمر فيما
كتب الله لك، وسيشهد العالم كرم الله على كل ما تعمل، ويشفى الله مريضاً لا شفاء
له حتى "يضع" الله قدرته على "الأرض" التي بين يديك،
فلينظروا. أليس قطرة من ماء عين الحياة
على كل ما تخلقه بيديك دليلاً واضحاً على قدرة الله؟ هل هم لا ينتبهون...؟ إن الله يريد أن يسد
أفواه الذين يسيئون إليك ويكذبونك على سبيله.
ينبغي عليك البقاء بعيدًا عن الحجج.
يا أحمد، قل لمن على
سفينتك أني قد شهدت صدقهم، بعضهم يجاهد في الوصول إلى نية قلبه في نصرتك، فلا
ترفضه، ثم تجاهل من شكك، فليس من يجلس معك ويجاهدك حتى يأتي وقت الوقوف بمن يقاتلك
بعده، فليفهموا.
يا أحمد، كتبت تسعة
أسماء من شيعتك، وتسعة أماكن في بلدك وبلد أخيك، فضع لهم أحكام التجارة، ثم ابن
أول بناء في بلد أخيك الذي رأيت صدق صاحبك وأبيه في ذلك المكان. إن صدق والد صاحبك
معون على فتح محبة الله.. وليبادر صاحبك في بلدك إلى بناء أول بناء في بلدك على
أرض صاحبك الذي سمد الله حقل أرزه بما علمته أنت، إن هم أمه ودعوتها قد باركت في
كل ما يعمل صاحبك.. والله يعلم عباده الشاكين وعباده الموقنين.. وأنا أبا العباس أتيت حقول
الشاكين والموقنين، أيظنون أن الله لا يعلم ما في قلوبهم؟ واصبر نفسك على الذين
ارتابوا.. إن من الذين كانوا قبلك في السفينة من أراد الشيطان أن يصرفك عنهم وكذلك
من كان قبلهم.. حتى لا يبقى إلا أن يزيدوا حسدا في قلوب الذين من قبلهم حتى يفتح
الله أبصارهم على ما تعملون..
إنهم قادة سفينتك،
والجالسون معك هم الذين سيختبرهم الله، فليصبروا، ولا ينسوا جهادك وجهادهم عندما
يسهل الله عليهم أمور دنياهم، إن الشيطان قد أعد لهم كيدًا خبيثا، وإن من ابتلي
بالفقر استطاع أن يكبح جماح شهوته ويرفض غواية الشيطان، ولكن هناك الكثير من الناس
الذين يقعون في أحضان الشيطان إذا ابتلي بالغنى. فليتذكروا هذه النصيحة مني،
فليتذكروها فيما بعد.
يا أحمد، دع نفسك تفرغ
من شركتك ثم اخرج من منزلك إلى المكان الذي أخبرتك به، وأتِ بما أمرتك به لعلك
تتذكر ما أعلمك إياه، إن الله يريد أن يبدل المكروه بالحلال النافع.. دع نفسك تفرغ
مما تأخر حتى يصير الحلال ستراً للمكروه.. لقد علمت ما يريد بعض شيعتك، فأسمعني
الله قولهم. إنهم من أهل العقل والحكمة. إن الله ليس غاضباً عليك وعلى أتباعك
الذين يريدون أن يتسلحوا بالدنيا، وإن عالم آخر الزمان ليس منفصلاً عن "ورقة"
وبعض الناس يمدحونه.
يا أحمد، قل إن امرأة
اهتدت ليكف غضبه، وليكف ألسنته عن قول ينزل عليه غضب الله، ورجال مباركون على كل
جهودهم، فليغمضوا أعينهم وقلوبهم عن المعصية والكبر، فإن ذلك يبعدهم عن
"الفقر".
يا أحمد، إن أحداً
سيأتيك، ويغطي كل ما يثقل خطواتك وقلبك من عيوب.. فلا أرفضه. إن ما يكرهه الله
يغشاه الحلال. ينبغي عليك أن تقاتل من أجل ذلك بنفسك.
-أحمد فهمي بن علوي شمس-