حروب وهمية الحصار المدينتين المقدستين والسيطرة عليهما وثمرة جبل قاف علاجاً للداء

   
حروب وهمية الحصار المدينتين المقدستين والسيطرة عليهما وثمرة جبل قاف علاجاً للداء

حروب وهمية الحصار المدينتين المقدستين والسيطرة عليهما وثمرة جبل قاف علاجاً للداء

حروب وهمية الحصار المدينتين المقدستين والسيطرة عليهما وثمرة جبل قاف علاجاً للداء

 


٤ يوليو ٢٠٢٥ (الجمعة)

حروب وهمية الحصار المدينتين المقدستين والسيطرة عليهما وثمرة جبل قاف علاجاً للداء


جاءني النبي الخضر عليه السلام بتحية وابتسامة بدت مختلفة، ثم قال:

يا أحمد، في إحدى المرات، كنت جالسًا مع مجموعة من الأطفال الصغار، وكانوا يروون قصة بطل في فيلم شاهدوه معًا. إن حال السفهاء والمتكبرين كحال الأطفال الصغار الذين يتخيلون أنفسهم أبطالًا ويبالغون في تخيلاتهم ثم يتشاجرون. كانت تلك حالتي النفسية وأنا أشاهد وأسمع الأطفال الصغار وهم يتجادلون سابقًا.

يا أحمد، إن الذين يسبونك ويقولون عنك أنك كاذب على الدين وضال ومضل، هم في الحقيقة مجرد أطفال جهلة عميان صم في نظر الله وجدك الكريم محمد، بينما العلماء الأذكياء العارفون يتحدثون عنك ويتعجبون مما أوكل الله به إليك، ألم يشهد الذين يسبونك حيرة العلماء بتربة جبل قاف الشافية...؟

لقد ابتسمت حقًا لأن الله سبحانه وتعالى أخبرني عن حالهم.

يا أحمد، إن الذين شكّوا حين عرفوك وكانوا من أتباعك، يشعرون بالخجل ويشعرون أنهم هم من أساءوا الظن بك، وبعض الناس كضعفاء زمن جدك الكريم محمد، الذين كانوا في الصباح يختبئون فقط خوفًا من القتال مع جدك، ثم ينظرون من ثقب صغير في منزلهم من خلف النافذة ويقولون في قلوبهم، ويل لمحمد ومن اتبع محمدًا، إن أهل المدينة أغبياء حقًا يسيرون نحو موت عبث، وهم يعضون أصابعهم من الشعور بالخوف، وهم يشاهدون جدك وأصحابه (المهاجرين والأنصار) يذهبون إلى بدر، ثم في العصر شهدوا النصر وشعروا بالسعادة عندما رأوا جدك وأصحابه، لكنهم ما زالوا يختبئون خلف نوافذ منازلهم، ولم يشعروا بنصر حقيقي ولم يكونوا في صفوف المهاجرين والأنصار، بل كانوا من بين الأشرار والمنافقين، الذين اختبأوا وخافوا أمر الله. ثم إنهم هم الذين خلدهم الله في القرآن طائفة خسيسة.

يا أحمد اكتب ما أقول لك ولا تنقصه شكاً وخوفاً.

إن ما يظهرونه من انتصارات وحروب وهمية لا يقتصر إلا على إظهار قوتهم واستراتيجيتهم في ترسيم الأرضين المقدستين، ومن وراء ذلك مخططهم للسيطرة على أرض الأنبياء والمدينتين المقدستين.. فليدركوا ذلك.

يا أحمد، لقد أهملت الأمرين بالخروج من منزلك إلى المكان الذي حددته لك منذ شهر شوال، فما الذي يمنعك؟ هل عجزت عن لبس ثيابك وحمل العصا مرة أخرى؟

أتريد أن تنسى ما عدّه الله لك على حافة عين الحياة؟ هل يُضعفك مرضك؟ في حين أن جدك ورفاقه استطاعوا تحمّل الجوع والعطش والمعاناة طويلًا في سبيل الدفاع عن الأمة؟ هل تخجل وتخشى من إهانات البشر لأمر الله باستبدال سيارتك بأخرى أفضل؟

هل تشعر أنك غير قادر على بناء مبنى على قطعة أرض من أجل بحثك والحقول كمكان لزراعة كل ما تحتاجه في عملك ..؟

أعمالك التي وضعها الله لك طريقًا للبركة في سفينتك هي أوامره.. يجب أن تكون حازمًا وتضع قوانين وأنظمة قوية، حتى يتمكن أولئك الذين هم في سفينتك كقوة دافعة من فهم هدف العمل في بلدك وفي بلدهم.. ألم يفهموا ويعرفوا أنك لا تستغل الدنيا في كل ما تصنعه وتفعله؟ إنه لأمر غبي حقًا أن يكون هناك من في سفينتك من يقول إن أحمد المخفي يبحث عن مكاسب دنيوية، ومن الغباء حقًا أن يكون هناك من يقول إن الأشخاص الذين اخترتهم كقادة في بناء المبنى على سفينتك هم باحثون عن مكاسب دنيوية، يجب أن تقول ذلك بحزم، وأن الأشخاص الذين تختارهم ليسوا في الواقع مختارين من قبلك. ولكن الله عز وجل قد حدد ذلك.

يا أحمد، يا له من عارٍ سيلحق بأحد أتباعك إذا تمسك بالعناد وميل إلى شهوات الدنيا، فعليك أن تمنعه من التجارة، لأنه كذب عليك، وكتم حقيقة التجارة التي وهبها لك، ولا يزال في قلبه يريد السيطرة عليها. عليه أن يتوب ويتبع أمر من وثقت به. أنا، باليا بن ملكان، بلغني أنه ينوي أن يعطيك أنت ووكلائك أجورًا فقط. وإن كان الأمر كذلك، فسينزع الله بركاته عنه لأنه أخلف وعده لك. ألا يعلم أنك لم تأخذ من ربح تلك التجارة شيئًا...؟

يا أحمد، سارع ببناء محل في أرض بلدك، فإن أربعة عيون تسهل عليك التجارة، وابنِ عليها بيوتًا للأيتام والفقراء حتى يُقام فيها عمل جديد. إن في سفينتك ثلاثة من يقدرون على ذلك معك. ويرجو في دعائه أن تُسلم عليه وتدعوه إلى التجارة، فإن سليمان هو سليمان الصغير الذي يستحقها.

يا أحمد، أليس واضحًا أن الله قد خصب أرض أنصارك؟ وسيأتي من بين زعماء تلك البلاد من يعينك على جهادك.. لقد اختارهم الله لحمايتك وحماية ما بين يديك، كالدواء الذي وعدك به الله، فاجعلهم أولويتك، الأطفال الصغار المرضى بذنوب آبائهم (الإيدز)، واحرم ذلك الدواء على السدوم والكفار المصابين به، إلا أن يعقدوا عهدًا متينًا كأهل ذمة، وهم من مجتمع الميم التائبين من فعل السدوم. إن الله يريد أن يرد الماء والعسل رفيقين لدواء الإيدز الذي جعله الله "بين يديك".. فلنبنِ وندرسه معي مرة أخرى.. ألم يتعجب العلماء من تربة جبل قاف التي شاهدوها؟

إن الله سيُمكّنك من قطف ثمرة من أرض القاف تُضاف إلى الدواء.. عليك بالصبر، واتباع نصيحة عالمٍ اختبرك بالأمس، ولا تخشَ من الألقاب التي سيُطلقونها عليك، واستعِد اللقب التالي بما سأُعلّمك إياه.

يا أحمد، سارع ببناء محلٍّ لزراعة أخيك.. فهذا سيزيد من بركة سفينتك.


-أحمد فهمي بن علويشمس-

Last update
Add Comment

يترجم

الزائرين