٣ يونيو ٢٠٢٥
أرض الخزبة التي تضررت منذ زمن طويل
كان هو النبي الخضر
(عليه السلام) الذي جاءني عند الفجر. سلّم عليّ وقال:
يا أحمد، يعجبني مجلسك،
وأحب أن تجعل فوق بيتك غرفةً كهذه، كما كان أجدادك عند الفجر، يجلسون على مكان
مرتفع يقرأون القرآن ويذكرون الله، هل تعلم؟ لقد كان من أفضل سنن أجدادك في الصباح
التفكر والاستغفار والتسبيح، ثم بعد الفجر كان يطعم دوابه كما يطعم دواب بيتك.. ثم
كان يطعم الفقراء والأيتام الذين يمرون ببيته، فهذا أطمئن وأجلب محبة الله
وبركاته.. فافعل..
يا أحمد، لقد نفذت أمر
الله في الاهتمام بجميع أتباعك، بعضهم يظن أنك أهملتهم، وبعضهم يعتقد أنك في صراع
صعب، وبعضهم يشعر بالقلق من قرارك ويشعر بخيبة الأمل، وبعضهم يفكر كيف يمكن أن
يكون معك في العمل بشعور من الأمل، وبعضهم ينتظر فقط الوقت الذي تم الإعلان عنه في
شهر الحج ... قل .. ليس أحمد ولكنني أنا باليا بن ملكان الذي طلبت منك أن تقرر كل
الأمور على متن سفينتك بأمر الله .. والله حكيم وكلي العلم بجميع قلوب وأفعال
أتباعك.
يا أحمد، ليس من العدل
أن يكون الإنسان ظالماً ويشعر أنه مظلوم، وفي بطنه حقوق الآخرين وحقوقك، فلن يكون
هناك نعمة في الحياة إلا الشدة، فمثل هذا الشخص يجب عليك أن تصبر حتى يظهر الله
الحق والبينة.. وابق في النضال حتى يأتيك المعين الذي يأتيك به الله.. يجب عليك أن
تتخذ قرارات وأنظمة حازمة وواضحة، حتى تكون سفينتك في مأمن من الهلاك.. إن الله
سيذل السفينتين العظيمتين بعده.. لأنهما تدافعان عن الحرام والمكروه وتتاجران
بالربا والغرور..
يا أحمد لا ترفض من
أراد مساعدتك في الأعمال، فإن الله لا يحكم بحجم مساعدتهم أو قلة مساعدتهم إلا أن
الله يعلم صدق قلوبهم، فاقبلهم وثق بهم، إلا من جاء بعد انتهاء شهر الحج، ألم يكن
هناك صف واحد بدا ضعيفاً مستهاناً به، ثم قوي بثقة وإخلاص عبد حر وطفل وامرأة وشيخ.
عليك أن تأخذ العبر والحكمة من أحداث الماضي..
يا أحمد اعدل بين
زوجاتك، واقسم على نفسك ولا تكلفهن فوق طاقتهن.. ذلك يجلب البركة ومرضاة الله..
ولن يصل إلى البر أن يجدف أحد قارباً وحمله غير متساوٍ فيغرق، فمثله مثل من كان
عليه وزران ثم تجاهل أمر الله بالعدل.
يا أحمد، عليك أن تبادر
بتنفيذ أمر الخلوة بعد قضاء حوائجك في تجارتك، وتتخذ "عاملتين" من
الفقراء واليتيمات الصالحات، فتعطيهما أجراً عادلاً حساباً لا يثقل عليهما ولا
يثقل عليك.
يا أحمد، قل لأتباعك في
الجانب الآخر من بلدك، لن يجلب البركات إذا كان في قلوبهم ذرة من الجشع الدنيوي
والشيطان قادر على السيطرة على قلوبهم وعقولهم، أنا باليا بن ملكن الذي أمره الله أن ألين التربة
وبقدرته تفجر الماء من التربة، فليحفظوا قلوبهم من التعب والإحباط، فهذا أسلم
ويصون ثقة الله في البئر.. هل يظنون أن نقص الماء أمر طبيعي..؟ لا..!! لولاك،
لأغلقت العين لأنهم نسوا واجباتهم تجاه الفقراء الذين هم في عهدتهم.. فليحسنوا
أنفسهم وليؤدوا واجباتهم تجاه الآبار في بلادهم.. وليسألوك.. هل ينتظرون حتى يأتي
المطر ويغمر حقولهم حتى تُغطى الآبار بالطين الكثيف..؟ فليتأملوا.
يا أحمد، لقد بين الله
أن قليل من يقدر على تغذية أشجار حقوله وتسميدها، فليجتهد في تسميد حقوله
بالنباتات التي تجلب البركة والنفع. إن البشر خلفاء يحفظون الأرض، وقد تضررت تربة
أرض خزبة منذ زمن طويل بسبب شيء يحتوي على سموم، فليعودوا إلى الطبيعة في تسميد
حقولهم. فذلك أحفظ لعقول وقلوب أبنائهم في المستقبل. إن الله ينزل الأمراض والبلاء
بإهمال عباده وتقصيرهم.أنا باليا
بن ملكن، سأعلمك كيف تغير عمل العالم الذي اشتريته منه، حتى يُخلق
بيديك عمل طبيعي وأوفر حماية لأطفالك وأطفالهم من الأمراض الموجودة اليوم.. ألم
يشعر بعضهم بفوائد ما خلقته؟ ليست أيديك هي التي تخلق ولكن الله هو الذي يصنعها..
والله يشفي مريضًا حقًا، بينما علماء العالم لم يجدوا الدواء، وقل لهم يا أحمد هل
نسوا مما خلقوا منه؟ إنهم خُلقوا من طينة ثم استكبروا.. وقل لهم إن ما تخلقونه ليس
بعقل ولا علم كما يخلقون، إنما ما تخلقونه إنما هو من الله عز وجل الخالق الذي يجب
عليهم عبادته، ومن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، ومحبة رسول الله
لحفيده الذي لا استكبار فيه.. وهو الله الذي يحل المكروه وينفعه.. إن الله أمرني
أن أعلمكم العدل في البيع، وأن تأخذوا من تجارتكم حق الفقراء واليتامى في مركبكم (الزكاة
والإنفاق والصدقة). ذلك أحفظ لكم ولأتباعكم من الربا والإثم في البيع..
يا أحمد، لم أتركك كما
يظن بعض الناس الذين يظنون أنباليا
بن ملكن قد تركك، لأنك مشغول بإدارة الأعمال ومشغول بفحص الأوراق
والأطايب، ومعرفتهم بي وبك قليلة جدًا، وينبغي لك تجاهلها.. لقد شهدت أنا باليا بن ملكنكذب كلامهم
الوهمي، لا أحد يرش السماد منك على أشجار حقله إلا القليل.. ثم يكذب.. ألا يفهم أن
باليا بن ملكن
قد مضى على أرضه أكثر من ذلك؟ إن الله يريد أن ينذر بالمطر والريح تحذيرًا له على
كذبه.. وقد شهدت صدق كلام بعض أتباعك الذين يتبعون تعاليمك في تسميد حقولهم..
يا أحمد، امشِ جنوبًا
إذا غمر السيلُ تلك المنطقةَ بيتًا حتى لم يبقَ منه إلا سقفه، ثم قِفْ حتى ينحسر
السيل، فإن الله يُريد أن يُدرك أهل تلك المنطقة حمقَ من يُبيح المعصية ويُبيح
القمار.
أحمد فهمى بن عبد الله علوى
شمس