الأحد الموافق ٢٥-اغسطس-٢٠٢٤
وفي عصر هذا اليوم... جلس النبي الخضر بجانبي، على هامش رحلتي معه، فبدا حزيناً وقال:
يا أحمد، لقد أطلعني الله على كثير من العلماء في بلدك ينامون على فرش فخمة، ويعيشون في أموال كثيرة، وهم في حالة "ذبح" بعيدون عن رائحة الجنة، الله عز وجل.بل يحسبون أنهم آمنون من غضب الله.
إنهمعلماءالعالمعشقالدنياومحبوالثناءالذينسيعرضونعنهمفيمابعدفييومالمحشر،اللهورسولهالكريم۔ أولئك هم شر أهل النار .
يا أحمد، إن أهل العلم الذين يحبون الثناءويحبون الدنيا، هم كمن يمشون بلا رأس طوال حياتهم، حتى تقود الناس بكلتا يديه إلى الانقسام وإلى أبواب الجحيم، حقا جدك النبي الكريم محمد كان متألقا دائماقال إن العالم يجب أن يمارس علمه لتوحيد الناس وليس تقسيم الناس، في الواقع ليس هناك أعظم كارثة في العالم، باستثناء وجود العلماء الذي يعطي فتوى مليئة بالغضب والكراهية تجاه زملائه العلماء ويسقط بعضهم البعض، وحقًا إن هؤلاء المهووسين بالتسبيح لا يؤدي إلا إلى تسهيل سيطرة الشياطين على قلوبهم، بحيث يقعون في أحضان الشيطان الذي يأتي بالخداع والافتراء، دون أن يشعروا بذلك.
يا أحمد، منذ أيام دعاني الله إلى التقرب إليك وأنت مع أناس كانوا حب الدنيا وحب الرتبة، أظهروا لك الود والأدب، لكن في قلوبهم آمال الدنيا والرغبة في الصلاح. سبحان الله لقد أظهرني حقاإنك لا تحملك ثيابهم إن في قلوبهم فخراً بالثياب قل لهم !! .ومن هو أبقى من الله درجة ودرجة؟ الله وحده هو الدائم بكل قدرته.
.إن موقفك من عدم الخضوع لتقدمهم ومدحهم هو أفضل أخلاق عبد الله، بل إنهم يعبدون مخلوقاً ذا مكانة ويشعرون بالغرور والقوة لأنهم يعتمدون على من هو أعلى منصب في بلدك. والحقيقة أن موقفهم هو أسوأ ما في الطبيعة البشرية.ولا يشبههم الله كمجموعة ذئاب تقف على صخرة كبيرة في ظلام الليل، وسط الزئير والمطر على حافة وادٍ عميق.
تجاهلهم واترك جماعتهم، فلن يطول عذاب الله بهم. المنصب الذي يشغله الشخص الذي يعبدونه لا يدوم أكثر من ثلاث سنوات. اثبت على موقفك، وتوكل على الله ولا تحني ظهرك للأغنياء الذين هم في المرتبة وهم جشعون.
أحني ظهرك فقط للفقراء والأشخاص الذين يحتاجون إلى الحب كما كنت تفعل طوال هذا الوقت.
فهذا سيبعدك عن عذاب جهنم. أليسوا مجرد الكلاء وأنتم جواهر المخفية...؟
والحقيقة أنهم عميان وصمّاء إلى حد عدم قدرتهم على رؤية النور.
يا أحمد، ليبتك الله قبل أن يرفعك الله وأتباعك إذا صبرت واستسلمت لله في كل جهادك. إن قاربهم لا يعادل ارتفاع قاربكم عند الله.وبالفعل سيطلبون الرحمة في المستقبل ويقنعون بالحصول على المساعدة في يوم المحشر، وفي العالم سيهانون لأن الإنسان الذي عظموه سقط من كرسيه.
وذلك لأنهم لا يعرفون الله عز وجل، وهم بعيدون عن شفاعة النبي الكريم.
.يا أحمد، استمر في إكمال رحلتك، حتى تتم واجبك بالخشبة في يدك، وتجاهل كل ما يثقل قلبك، سيأتي من يحل محل مركبتك حتى تهدأ رحلتك. وفتح الله له باب البركة، وفتح له مخرجاً من كل مشكلة واجهها، فهذا هو طريق الملامتيّة، وهو طريق غير ظاهر في الظاهر ولكنه حقيقي في أفعاله وأجره من الله تعالى. الحكيم والأكثر عدالة.
يا أحمد ألم يكادوا يفتدوا الحجر الأسود...؟ وألم تحدث اهتزازات حقيقية تحت أقدام أتباعك في ذلك البلد؟
كدليل على حركة وانتقال البركات في أحشاء الأرض تحت أرض أتباعك..؟ إذا صبروا وصدقوا.. فإن الله سيظهر قوته في الآبار في حقولهم.. فليصبروا حتى يأتي الوقت.
-أحمد المخفي بن عبدالله علوي شمس-