٤ نوفمبر ٢٠٢٥
خمسة شروط تسمح بتعدد الزوجات
في خضمّ انشغالاتي،
جاءني سيدنا الخضر عليه السلام بوجهٍ مُسْرور، ثم قال:
يا أحمد، إن ماء المطر
الذي ينزل من السماء يأتي بأمرين، فهو يغذي وينفع جميع المخلوقات على الأرض، وبعضه
يأتي بنوبة عقاب وإنذار للكافرين والظالمين، هذا مثل للناس الذين هم من أهل العلم
والأخلاق الكريمة ، إن العالم ذو الأخلاق الكريمة يأتي بالسعادة والسلام والبرودة
والبركات لمن يستخدم عقله وقلبه الطيب الذي يمارسه ولمن يجلس مع عباد الله
الصابرين المتقين ذوي الأخلاق الكريمة. ولكنه يأتي بالندم والذل لأصحاب القلوب
المريضة (الحسد والغيرة والحقد) للعباد الصابرين العالمين ذوي الأخلاق الكريمة.
يا أحمد، اجلس واستمع
لنصيحتي، فقد سمعتُ هذه النصيحة من الملاك جبريل للنبي صدف في أرض نوسانتارا. لا
سلام إلا بالله العلي العظيم، فخلق تحت عرشه "مياهًا رحبة"، مثالًا على
صبر الله الواسع على جميع خلقه. خلق الله أشهرًا مليئة بالماء باثني عشر لونًا
واثنتي عشرة نكهة في الكون، ومساحة شاسعة من الماء فوق أعلى سماء بمائة واثني عشر
لونًا وبرودة.
يا أحمد، إن "ن" هي
النوى المقدرة، أي القلم الذي جفّ، الذي دوّن أحكام الله على جميع خلقه.. تامة في
اللوح العريض، حتى سمّى الله القرآنَ بالنور والهدى والفرقان، حتى لا يضلّ عباد
الله، ويذلّوا على من آمن به وبكتابه، وبأنبيائه ورسله. إن "ن" هو
القلم التام.. هل تعلم يا أحمد؟ أن تكتب أنت ومن آمن بالله وبجدّك الكريم محمد صلى
الله عليه وسلم سيرته بخطٍّ جميل، رحمةً للعالمين طوال حياته.
يا أحمد، إن الله لا
يعذب الصابرين المتقين، ولا يتخلى عنهم إلا للاختبار والدرس، إن درجة عالية عند
الله لعباده الذين يقاتلون من أجل مستقبل الأمة وينشرون المحبة دائمًا ويكونون
محسنين حكماء.. إن الله لا ينسى وعوده ولكن الله سيحافظ دائمًا على وعوده لعباده
الذين يصبرون على قبول كل نظرة الله بصدق وثقة.
يا أحمد، لا كمال ولا
سعادة إذا ابتغاها الناس بأعينهم وقيسوها ببطونهم، بل تعب وألم لا بد أن يصيب عباد
الله الكافرين والحاسدين، عباد الله المنافقين والحاسدين، لأن من سئم الحسد أذى
شديد لعباد الله المقربين منهم.. فلا حرج في الابتعاد عن الحاسدين، أليست طريقة
التعامل مع الحاسدين واضحة في قصص زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما
أشد الضرر والمعاناة التي يسببها الحاسد لمن يثق به.. كم اندثرت الرقة وماتت
الطباع الطيبة في قلوب الحاسدين.. كم خربت بلاد لأن الحاسدين الأشرار والمنافقين
تولوا زمام الأمور ووثقوا بهم.
يا أحمد، إن ٦٦٦٦ يفتح
في حقولهم ثلاث نعم، ويفتح على إحداهن كل ما كان مغلقًا، وإن ابنته لا يصيبها بلاء
ولا فتنة إلا أن يجعلها الله عبدًا نزيها صالحًا، فلتصبر وتب توبة نصوحًا حتى يكشف
الله ما ثقل عن قلبها، فلتتق الله وتصبر.
يا أحمد، ليس عليك
التزام بالتناوب على زوجاتك في الوقت الذي حددنه (زوجاتك)، ولا تنتقدوهن، ولا
ينبغي لنساؤك أن يقلن لك بقسوة، ولا ينبغي لك أن تفعل ذلك.. إن الله لا يريد ولا
يحب أن يبدأ الرجل بالطلاق، ولعن الله الرجل الذي ينتقد زوجاته من أجل إيجاد طريقة
للطلاق، ولن تكون هناك بركة ولا سعادة لامرأة مخلوقة (تطلب الطلاق) لمجرد أنها
تكره عيبًا واحدًا من شريكها، والله غفور رحيم وعادل.. إلا أن يكون هؤلاء الأزواج
قد خرجوا من دين الحق وظلموا (هددوا سلامتهم)، فليختر الذين يتنازعون بينهم حكمًا
عادلًا.. عالمًا أمينًا.
يا أحمد لا يوجد نظر
لحب الله للرجال والنساء الفظين والظالمين لشركائهم.. ولا يوجد زواج كامل المتعة
وحب الله لرجل تزوج ثم تزوج بأخرى دون علم الزوجة السابقة.. بشرع واضح (شروط
التعدد) أي يجوز للرجل أن يتزوج اثنتين وثلاث وأربع بشرط: أولا: أن يكون أمر الله
مطلقا بآية واضحة مثلك، هذا لم يحدث إلا لك ولبعض أسلافك الذين يمجدهم الله،
ثانياً لأن الزوجة الأولى لم تستطع أن تلد بشرط أن يوافق على ذلك عالم فقيه وأربعة
أطباء خبراء (دكتور أهلي)، ثالثاً لأن زوجته فقدت عقلها (مجنونة)، رابعاً لأن
الزوجة الأولى كانت تعاني من مرض جعلها تفقد قدرتها على خدمة زوجها، خامساً لأن
الزوجة السابقة كانت راغبة في رعاية ممتلكاتها وكانت قلقة بشأن الزنا على الرجل. ما
أحب إلى الله من زوج صبور، يحفظ قلب زوجته، ويبتعد عن غير حلالها (يقطع طريق
التعدد الذي لا يكون إلا للشهوة والغنى). اكتب هذا، ليكون شرع الله واضحًا جليًا
لعباد الله الذين يقرؤونه.. فليطلقوا الزوجة الثانية والثالثة والرابعة إذا لم
تستوفِ الشروط، ليأمن الرجال من الجهل وعذاب القبور حتى يدخلوا النار بجهلهم
وكبرهم، أو يستأذنون ويصدقون مع زوجاتهم.. لا سعادة في الآخرة لمن
"يكتم" زواجه (يتخذ عشيقات)، حتى يعد الله له نهاية حزينة وعذابًا
طويلًا في قبوره. هذا هو الشرع الذي شرعه الله.. فلينظر إليه الرجال.
يا أحمد، أنا باليا بن
ملكان شهدت صبركم على غضب القوم الذين أكلوا كلام الحاسدين، جدكم الجليل حقا بكى
فرحا، عندما كشف الله له قصتك، مع كثرة ابتلاءات القذف والشتائم، لقد سمعني الله
حقا في المنام، قال لي جدكم الجليل:
يا أخي باليا الحكيم، لا يوجد جرح أشد ألمًا من خدوش سيف
الدنيا، إلا الخدوش الأربعة في قلبي، أولها خبر مقتل عمي، وخبر استشهاد الحسن
والحسين، وجوهرتي، ووفاة إبراهيم بن محمد، وخبر قصة حياة أحمد.. بلغ أحمد، أنا
محمد، سأراقبه وأحميه دائمًا.. حتى يحفظه الله ويهديه.
يا أحمد، ألم ترى في المكان الذي تبنيه أناساً كثيرين، شجرة طلبت منك ألا
تكسر أغصانها، حتى طلبت الأشجار من الله أن يمنحك المزيد والمزيد من الفاكهة
الحلوة، ووعدت بعض الأشجار بإكثار أوراقها لجلب المنافع والبرودة على أرضك، حتى
كثرت الثمار على الشجرة خلال ١٤ يوماً، والتي لم يكن فيها في الأصل أي علامة على
أن الشجرة تثمر، يجب عليك أنت وزوجتك الأولى أن تأخذوها وتأكلوها ولو قليلاً، حتى
لا تحزن الشجرة عندما تكون بالقرب منها.. فلا تخيب ظن خلق الله في سعادتهم.. فهذه
حقاً سمة ورثتها من جدك محمد صلى الله عليه وسلم.
يا أحمد، صبر زوجتك الأولى، فلم تكن وحيدة تلك الليلة، بل كتب الله عليها
الخير، وكان قريبًا منها، وكثر جدك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الدعاء
لها.. ولو صبرتها تلك الليلة، لبلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه. إن
نور وجه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى أرواح عباد الله الذين
ينامون غضبانين، وتغشاهم رياح الشيطان.
أحمد فهمي بن عبد الله علوي شمس
.png)