١٢ أكتوبر ٢٠٢٥
٢١ ٢١ رسالة سرية من النبي محمد عن أحمد
جاءني النبي الخضر
(عليه السلام) فسلم عليّ مبتسمًا، ثم قال:
يا أحمد، إنه لا بحر
بلا أمواج، ولا سفينة قوية تهدمها العواصف والأمواج في وسط البحر، هكذا مثل العبد
الذي يمشي في بحر الشهادة في سبيل الله، قم فصلِّ، واكتب ما أخبرك به.
يا أحمد، لا وجع ولا
عذاب في قلب العبد المختار عند تلقيه القدح والذم، لأن قلب العبد المختار بعيد عن
فطرة حب الدنيا، ولا يبكي على الدنيا إلا بكاءً على كثرة الذنوب والمظالم، ثم يقوم
لأمر الله، حتى يأتي الله بأعوان أشداء. إن الدرع الحديدي لا يحمي المحارب، بل
ذكاؤه وذكاؤه في استعماله يحمي نفسه، هكذا العقل والقلب، حتى يسلم الإنسان من
غواية الشيطان والشهوة.
يا أحمد، إن الله قد
كتب على طريقك، حتى تبلغ الحادية والعشرين وتتجاوز الحادية والعشرين، لن يبقى معك
إلا من علم أن كل ما تفعله بأمر الله، إن من جلس معك ولم يلبث أن غاب عنك لم يجد
السعادة إلا يومًا. هل من سبيل إلا سبيله؟ إن الله يريد أن يجعلهم خير قدوة أو شر
قدوة في آخر الزمان لو كانوا يعلمون. ألم يظهر نصر الله على سفينتك؟ فلماذا تشك
وتخاف؟ وليس أول من علم أن رسول الله قد اختاره. إنه لمن المفلحين إن صبر.
يا أحمد، أبتسم لك لأن جدك
الكريم جاءني في المنام الليلة الماضية، وأخبرني عنك بكلمات أضحكتني، وقال: يا أخي
باليا بن ملكان، احفظ كلماتي هذه حتى أكشفها له لاحقًا أمام ميزان. واصبر على نفسك
يا أحمد، حتى يمر عليك واحد وعشرون ويمضي واحد وعشرون.
يا أحمد، ليس هذا عبئًا
عليك ولا كذبًا، لقد تحقق حلمك بأن رجلين طعناك من خلفك، ثم أنقذتك زوجتك، وكلاهما
شديدان جدًا، فاصبر على بغض الشيطان لهما. وما من أحد يأتي بعدك بإرادة هواك، إن
الله هو الذي جاء به، وقد نشر الله قصته في عمامتي، وأنقذ الله سفينتك بدفع
العاصفة والعاصفة إلا من اختار عبور البحر بالغضب والجهل، لن يسلموا حتى يغرقوا في
الهلاك.
يا أحمد، لقد اتضح
حقًّا ما أنزل الله من عام ٢٠٢٣ إلى اليوم، فأدِّ فرائضك بالعدل، واجتهد في تجارتك
حتى يمرّ عليك الحادي والعشرون. إن كان جدّك الكريم قد مرّ به، فهو لا يختلف عمّا
تمرُّ به، وإن اختلفت درجته، وهذا ما يُضحك جدّك الكريم محمدًا. اصبر حتى تقع
الزلازل في بلدتك، ويذروها الرياح العاتية، دليلًا على أنك لست كذّابًا. فليكفّ
الغاضبون عنك غضبهم، وليكفّوا عنك غضبهم، وليلزموا بيوتكم. حتى يمرّ الحادي
والعشرون.
يا أحمد، فليصبر من
أراد فتح الأراضي الزراعية والتجارية حتى يفهم ما تعلمه ويعمل به، فإنه لن يأتي
بالبركة إلا على عباد الله الذين يفهمون علمهم ويؤتون الزكاة، فلينتظروك.. وعلى
بعض أتباعك من يأخذ أرزك فليزرعه وليتنبه لما تعلمه.
-أحمد فهمي بن عبد الله علوي شمس-