١٤ يوليو ٢٠٢٤
قال لي النبي الخضر عليه السلام:جهز نفسك.
يا أحمد، جهز نفسك للعودة إلى نفس المكان، ولا تتردد في ذلك، فالله يريد حقًا أن يرشدنا إلى المحيط وقاع المحيط العميق بكل جماله، والله أعلم بما لا يعلمون( الكفار) . والحقيقة أن العلم كله عند الله.
يا أحمد، إنما كنت في سفر الله إلى عين الحياة كما رأيت، ولقد كنت على جزيرة صغيرة مليئة بالجمال وأنواع النباتات، ويحرسها ثعبان كبير حول الجزيرة، وفي داخلها نكون وسكان الجزيرة ليسوا من البشر، بل جن مسلمون يباركهم الله ويحفظهم.وشهدت عظمة الله عز وجل الذي أظهر حجم السمكة التي كانت يوما اختبارا لأخي النبي يونس عليه السلام. هل تعرف كم هو حجم تلك السمكة؟ بل لو صعدت إلى سطح بحار العالم اليوم لغطى جزء من مدينتك جزء من جسمها، ولو هزت ذيلها لغطى نصف مدينتك موج المحيط.
يا أحمد، قف على تلة على شاطئ البحر نفسه، كما وقفت تلك الليلة مع صاحبك، سيرى الله لك السمكة، ويسلم عليك كما علمتك، إن ذلك شهادة حق أن الله قال في في القرآن.وبعض الناس يظن أن البحر سيرتفع إلى اليابسة، فلا تخف ولا تشك في نفسك. يعيذك الله من ارتفاع أمواج المياه، ولن تجلب مياه البحر كارثة إلا البركة على الصيادين في ذلك المكان.
يا أحمد، طهر قلبك إذا كنت في السفر حتى ترجع إلى منزلك، ثم تخرج من مدينتك مع زوجتك وأولادك، فما الذي يمنعك حتى تشك؟ ألم يمر شهر منذ أن أبلغت هذا الأمر؟ وسييسر الله لك كل شيء في تلك الأرض المرتفعة، فلا تكن ضعيفاً، . .
يا أحمد أليس الزاهد من لقي صاحبك؟ كما ذكرت سابقاً، فإنه بعد ذلك يفتح الله عليه وعلى آله بركة، فالله ليس هو الله الذي لا يفي بوعوده للصابرين والصالحين.... وسوف تتحقق وعود الله حتماً. وكفى بالله هدفا وكفى بالرسول الكريم محمدا هاديا.
يا أحمد، لقد قرأت الكتاب الذي جمعته أنت وأصحابك، إن شاء الله، فلا تخف أنت وأصحابك وتتردد في نقله، فما خلقه أنت وأصحابك إلا الله يديك وعقلك وأصدقائك، فإنه من السهل على الله أن يستخدم عبداً ليظهر علمه وقدرته.
.يا أحمد بلغ سلامي إلى أصدقائك في سفينتك، منهم من لا يزال في شك وبعضهم في حرج، وبعضهم لا يزال في شك في أشياء ليست مهمة، قل لهم، ارحل واكل ما لا يجلب السعادة في الدنيا والآخرة، لا يستطيعون التنفس تحت الماء وملء بطونهم بالريح، فمن الأفضل لهم أن يأكلوا تمرة حقيقية من أن يأكلوا قطعة لحم في المنام. أليس صحيحا الخبر الذي نقلته.؟فإنهم هم الذين عليهم أن يصعدوا إلى درجة عالية حتى يلقهم الله في سبيله، وليس الذين يسألون الله النزول إلى منازلهم، إن الله لا يترك "العرش" إلا تصل آراؤه وعلمه جميع خلقه.
يا أحمد، لو سأل من يمشي معك ما السفر؟ قل لماذا خلق الله العيون والأذن والفم والقلب والعقل...؟ .وقل ما حظ في الآخرة لمن أطاع الله واتبع أوامره في كل سفر، وما حظ من فهم أن الله قال: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالعطاء"الجنة لهم."فذلك العمل عند الله الرحمن الحكيم.
أحمد ف عبدالله علوي شمس