الاثنين ١٧
نوفمبر ٢٠٢٥
قصة مارية القثبية التي أخلصت نفسها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقطيع أردها المجنح
جاءني النبي
الخضر عليه السلام، بهيئةٍ وعمامةٍ غير تلك التي اعتدنا عليها، وقال:
يا أحمد، هل
تعلم أنني كنت أهتم بك منذ شهر السفر إلى اليوم، حيرتك في الماضي عندما كنت على
الشاطئ، ثم تمكن الشيطان من خداعك باستخدام اسمي، لقد أمرني الله حقًا أن أتركك
تمر بأوقات عصيبة، حتى كنت أهتم بك بالأمس على جانب الجبل في خلوة الملامتية التي
علمتها، الله يساعدك حقًا بتهدئة قلبك القادر على التمييز بين الحق والباطل. ينبغي
عليك التوبة وتحسين نفسك. في الواقع حتى زوجات الأنبياء قد خُدعن بخداع الشيطان
الخفي للغاية.
يا أحمد،
لستَ بنبيٍّ ولا بريء من كيد الشيطان والشياطين، فتعالَ إليّ على سفح الجبل مع بعض
أصحابك الذين ذكرتُهم، لستم مذنبين بما عزمتم عليه في قلوبكم، ألم يأتِ أمرُ
الذهاب إلى شاطئ البحر؟ حتى تظنّ إحدى نسائكم أنني شيطانٌ وسواس؟ لا تتجاهلوا نورَ
الله المبين، فالنور لا يُنير الظلمة إذا حجبه ضبابٌ كثيف.. هكذا هو القلبُ الذي
غشاه الشكّ.. حتى لا يبلغ هدى الله قلبَ عبد. فتب واصبر..
يا أحمد أنا
ألبس هذه العمامة المختلفة حتى تميز بيني وبين الشيطان الملعون.. لتعرف كل كتابة
على عمامتي، حتى ترى كتابة لا يستطيع الشيطان الملعون تقليدها.. لتذكرها.
يا أحمد،
إني أحدثك عن مارية
القبطية، الجارية الجميلة، التي كانت مخلصة لجدك الكريم محمد، أليس هذا
دليلاً لك على نقل قصتها الحقيقية، لقد كانت امرأة تطيع كل ما علمه جدك الكريم
محمد. لم يكن هناك شك في قلبها أن تصبح زوجة رسول الله، ولم يكن هناك خوف عندما
قال جدك الكريم أن الله سيحرم عليها الزواج من أي رجل بعد وفاة النبي الكريم محمد..
لقد استطاعت حقًا أن تحافظ على نفسها حتى نهاية حياتها.. دعك تفكر وتفهم قصتها..
يا أحمد، دع
نفسك تنتبه إلى قطيع الأرض المجنح (فَرَاش)، الذي يبحث بشكل محموم عن النور بدون سبب، حتى تأتي
النار المشتعلة على عجل، حتى يحترق البعض ويموت، ويكسر البعض أجنحته ويسقط، ويسقط
البعض بسبب التعب ويموت، ويصبح البعض طعامًا للحيوانات الأخرى ويدخل البعض الماء
الذي يعكس ضوء النار المشتعلة.. في الواقع هذا هو مثل للبشر الذين يريدون الحصول
على السعادة في العالم بدون سبب (شهواني فقط) وأعمى عن إرشاد الله الواضح (القرآن)،
دع نفسك تكون قادرًا على فهمه.. ودع نفسك تبتعد عن الناس مثل هذا.. دع نفسك تكون
صبورًا وتتخذ القرار الأفضل في كل مسألة..
يا أحمد، لا
يشم رائحة جنة الله امرأة نسوية تكشف عورتها لرجل لا تتحقق فيه شروط المحرمية،
وترفع صوتها على زوجها وهو يتلو شرع الله، وتطلب الخلق وليس على زوجها ذنب
حرمه الله، ولا يشم رائحة الجنة وباب رزقها امرأة تطلب الطلاق حب الدنيا.
يا أحمد، إن
ما يصيبك هو مشيئته، حتى يتضح الخط الفاصل بين الحق والباطل، وإن الحجر الصلب في
الكوب لن يصير ماءً ولو حركته بإصبعك ألف عام، فذلك مثل القلب القاسي الذي يموت حتى
لا يدخله النصح وشرع الله الحق. إن القلب القاسي الممتلئ بشهوات الدنيا يصم الآذان
ويظلم العقل. دع نفسك تفكر.
يا أحمد،
أنا أفهم قلقك حقًا، فقد التزمتُ الصمت عندما سألتني بعض الأسئلة وطلبت مني
مساعدتك في بعض الأمور، أريد حقًا المساعدة والإجابة عليها، ألا تفهم؟ أنني لا
أفعل شيئًا إلا بأمر ربنا. لا تحزن، فلن تسقط وتدمر وتذل بملايين الافتراءات على
عباد الله الصابرين. إن الله مع الصابرين ومع القادرين على التفكير. دع نفسك تفكر.
يا أحمد، إن
الله يريد أن يغمر البحر بعض الأرض عقابًا واضحًا لذلك المكان، فاثبت وقم على مكان
مرتفع عندما تقترب الزلال والأمواج العالية من الأرض، وتجاهل ما حرم الله، ولا
تحزن.
يا أحمد،
العفوُ حقٌّ محمود. ألا تعلم ما سببُ حزنِ أهلِ السماءِ، ألا وهو العداوةُ بينَ
المسلمين، ولا سيَّما من خُلِّصَتْ لكَ من زوجاتِك؟ وتجاهلْ مَن لم يُطيعْ أوامرَ
اللهِ والوصايا. إنَّ امرأةَ أخي لوطًا عليه السلام كانت في أولِ الأمرِ امرأةً
صالحةً، ثمَّ صارت في آخرِ الأمرِ سيئةً حقيرةً، بسببِ حب الدنيا وكفرِها بنعمِ
الله.
يا أحمد، إن
الله قال للأنبياء: "یَـٰۤأَیُّهَاٱلنَّبِیُّ
قُل لِّأَزۡوَ ٰجِكَ إِن كُنتُنَّ
تُرِدۡنَٱلۡحَیَوٰةَٱلدُّنۡیَاوَزِینَتَهَافَتَعَالَیۡنَأُمَتِّعۡكُنَّوَأُسَرِّحۡكُنَّسَرَاحࣰاجَمِیلࣰا۞
وَإِن كُنتُنَّ
تُرِدۡنَٱللَّهَوَرَسُولَهُۥوَٱلدَّارَٱلۡـَٔاخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ
لِلۡمُحۡسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًاعَظِیمࣰا"
يا أحمد، لا
تجب المتعة (الهدية) للمرأة الناشز التي تهرب من زوجها، وقد حرّم اللهُ الجنّة على
الرجل الذي لا غيرة له (الديوث). والرجل الذي يسكت ولا ينصح ولا ينهى زوجاته
اللاتي يكفرن بنعمة الله ويقعن في المعاصي؛ من غيبة ونميمة وكِبر وإسراف وبهتان
وزنا وكشف للعورة.
أحمد فهمي
بن عبدالله علوي سمش
.png)